السبت، 2 مايو 2009

(جامع عقبة بن نافـــــــــــــــــــع)




جامع عقبة بن نافع:

أو جامع القيروان الكبير هو مسجد بناه عقبة بن نافع في مدينة القيروان التي أسسها بعد فتح إفريقية (تونس حاليًا) على يد جيشه. كان الجامع حين إنشائه على أغلب الظن بسيطاً صغير المساحة تستند أسقفه على الأعمدة مباشرة، دون عقود تصل بين الأعمدة والسقف.
حرص الذين جددوا بناءه فيما بعد على هيئته العامة، وقبلته ومحرابه، وقد تمت زيادة مساحته كثيرا ولقي اهتمام الأمراء والخلفاء والعلماء في شتى مراحل التاريخ الإسلامي، حتى أصبح معلماً تاريخياً بارزاً ومهما.
الشكل الخارجي للجامع يوحي للناظر أنه حصن ضخم إذ أن جدران المسجد سميكة ومرتفعة وشدت بدعامات واضحة.

تاريخ الجامع:
أول من جدد بناء الجامع بعد عقبة هو حسان بن النعمان الغساني الذي هدمه كله وأبقى المحراب وأعاد بناءه بعد أن وسعه وقوى بنيانه وكان ذلك في عام 80 هـ.
في عام
105 هـ قام الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك بالطلب من واليه على القيروان بشر بن صفران أن يزيد في بناء المسجد ويوسعه، فقام بشر بشراء أرض شمالي المسجد وضمها إليه، وأضاف لصحن المسجد مكانا للوضوء وبنى مئذنة للمسجد في منتصف جداره الشمالي عند بئر تسمى بئر الجنان. وبعدها بخمسين عاما (155 هـ) قام يزيد بن حاتم والي أبي جعفر المنصور على أفريقية بإصلاح وترميم وزخرفة المسجد.
في عام
221 هـ قام ثاني أمراء الأغلبيين زيادة الله بن الأغلب بهدم أجزاء من الجامع لتوسعته كما قام برفع سقفه وبنى قبة مزخرفة بلوحات رخامية على اسطوانة المحراب. أراد زيادة الله أن يهدم المحراب إلا أن فقهاء القيروان عارضوه وقالوا له: «إن من تقدمك توقفوا عن ذلك لما كان واضعه عقبة بن نافع ومن كان معه». قال بعض المعماريين: «أنا أدخله بين حائطين فيبقى دون أن يظهر في الجامع أثر لغيرك»، فأخذ بهذا الرأي وأمر ببناء محراب جديد بالرخام الأبيض المخرم الذي يطل منه الناظر على محراب عقبة الأساسي.
في عام
248 هـ قام أحمد بن محمد الأغلبي بتزيين المنبر وجدار المحراب بلوحات رخامية وقرميد خزفي. وفي عام 261 هـ قام أحمد الأغلبي بتوسعة الجامع وبنى قبة باب البهو وأقام مجنبات تدور حول الصحن. في هذه المرحلة يعتقد أن الجامع قد وصل إلى أقصى درجات جماله.
في عام
441 هـ قام المعز بن باديس بترميم المسجد وتجديد بنائه وأقام له مقصورة خشبية لا تزال موجودة إلى يومنا هذا بجانب محراب المسجد. قام الحفصيون بتجديد المسجد مرة أخرى بعد الغزوة الهلالية.:


مقاييس الجامع:
مسجد اليوم لا يزال يحتفظ بمقاييسه الأولى التي كان عليها أيام إبراهيم بن أحمد الاغلبي، يبلغ طوله 126 متراً وعرضه 77 مترا. وطول بيت الصلاة فيه 70 مترا وعرضه حوالي 38 مترا وصحنه المكشوف طوله 67 وعرضه 56 مترا. ولهذا الصحن مجنبات عرض كل منها نحو ستة أمتار وربع المتر.
يغطي بيت الصلاة نصف مساحة المسجد تقريبا.
المئذنة والقباب:

تعتبر مئذنة جامع عقبة من أجمل المآذن التي بناها المسلمون في أفريقيا. وتعد جميع المآذن التي بنيت بعدها في بلاد المغرب العربي على شاكلتها ولا تختلف عنها إلا قليلا، ومن المآذن التي تشبهها مئذنة جامع صفاقس، ومآذن جوامع تلمسان وأغادير والرباط وجامع القرويين، هذا غير بعض مآذن مساجد الشرق كمئذنة مسجد الجيوشي في مصر.
تتكون المئذنة من ثلاث طبقات كلها مربعة الشكل، والطبقة الثانية أصغر من الأولى، والثالثة أصغر من الثانية، وفوق الطبقات الثلاث قبة مفصصة. يصل ارتفاع المئذنة الكلية إلى 31.5 متراً.
تقع المئذنة في الحائط المواجه لجدار القبلة في أقصى الصحن المكشوف، وضلع طبقتها الأولى المربعة من أسفل يزيد على 5.10 متر مع ارتفاع يضاهي 19 مترا، وتم بناء الأمتار الثلاثة والنصف الأولى منه بقطع حجرية مصقولة، بينما شيد بقية جسم المئذنة بقطع حجرية مستطيلة الشكل كقوالب الأجر.
الطابق الثاني من المئذنة مزين بطاقات ثلاث مغلقة ومعقودة في كل وجه من أوجه المنارة، في حين زين كل وجه من أوجه الطابق الثالث بنافذة حولها طاقتان مغلقتان، ويوجد في أعلى الجدار الأعلى من كل طابق شرفات على هيئة عقود متصلة ومفرغة وسطها.
يدور بداخل المئذنة درج ضيق يرتفع كلما ارتفع المبنى متناسبا مع حجمه حيث يضيق كلما ارتفعنا لأعلى. يعتقد أن هذه المنارة لم تبن دفعة واحدة، حتى إن الجزء الأول الأضخم منها بني في عهد الخليفة الأموي
هشام بن عبدالملك أيام واليه على القيروان بشر بن صفوان، ثم أكملت عملية البناء بعد مدة طويلة حيث بني الجزءان الثاني والثالث فوق تلك القاعدة الضخمة.

القباب:
في مسجد عقبةست قباب:
قبة المحراب وتعد أقدم قبة بنيت في المغرب الإسلامي.
قبة باب البهو على مدخل البلاط الأوسط من جهة الصحن، وقد تم الاعتناء بها وزخرفتها بشكل كبير، وأعطت توازنا على بيت الصلاة. بعدها، أصبح بناء قبتين في بيوت الصلاة قاعدة ثابتة في مساجد المغرب الإسلامي.
قبتان تعلوان مدخل بيت الصلاة في الشرق والغرب.
قبة تعلو المجنبة الغربية للمسجد.
قبة في أعلى المئذنة.

زخارف الجامع:

من أفضل زخارف الجامع زخارف المحراب والقبة التي فوقه. تكسو المحراب زخارف منقوشة على ألواح رخامية يوجد فيها فراغات تسمح بدخول الضوء. تغطي القبة زخارف نباتية على شكل ساق متوسطة أو فروع متموجة تتدلى منها عناقيد من العنب.
أما المنبر فهو محور على الخشب وفيه زخارف هندسية ونباتية، ويعود عهده إلى عام
248 هـ.

صور لجامع عقبة بن نافع:


























عقبة بن نافع



عقبة بن نافع بن عبد القيس الأموي الفهري وهو من كبار القادة العرب المعرفوين بالفاتحين في صدر الإسلام
امه من قبيلة
عنزة بن ربيعه بن عدنان بن إبراهيم عليه السلام
. ولد في حياة رسول الاسلام سنة
1 ق. هـ، ولا صحبة له، شهد مع عمرو بن العاص فتح مصر، ثم شارك معه في المعارك التي دارت في أفريقيا (تونس حاليا)، فولاه عمرو برقة بعد فتحها، فقاد منها الغزو باتجاه الغرب، فظهرت مقدرته الحربية الفائقة وحنكته وشجاعته، وعلا شأنه.
وفي خلافة
معاوية بن أبي سفيان ولاه أفريقية، وبعث إليه عشرة آلاف فارس، فأوغل بهم في بلاد المغرب حتى أتى وادياً فأعجب بموقعه، وبنى به مدينته المشهورة وسماها القيروان أي محط الجند، ذلك أنها تعتبر قاعدة الجيش الإسلامي المتقدمة والواغلة في المغرب الكبير. كما بنى بها جامعاً لا يزال حتى الآن يعرف باسم جامع عقبة، وفي سنة 55 هـ عزله معاويةوولى بدلا منة أبو المهاجر بن دينار أفريقية، فعاد للمشرق.
بعد وفاة معاوية وفي خلافة ابنه
يزيد أعاد عقبة مرة ثانية للولاية سنة 62 هـ، فولاه المغرب، فقصد عقبة القيروان، وخرج منها بجيش كثيف وغزا حصوناً ومدناً حتى وصل ساحل المحيط الأطلنطي، وتمكن من طرد البيزنطيين من مناطق واسعة من ساحل أفريقيا الشمالي.
توفي عقبة في إحدى حروبه سنة
63 هـ في مكان يعرف حتى الآن باسم سيدي عقبة. بالجزائر في معركة مع الملكة الأمازيغية تيهيا المعروفة عند العرب بالكاهنة. ومن أحفاد عقبة المشهورين يوسف بن عبد الرحمن بن حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري القرشي أحد القادة الدهاة وعبد الرحمن بن حبيب بن أبي عبيدة مرة بن عقبة بن نافع الفهري .
لقد أيّد الله عز وجل دينه بنوعية خاصة من الرجال، اصطفاهم المولى جل وعلا، واختارهم من بين خلقه لنيل شرف المهمة الجليلة، هؤلاء الرجال الأبطال تغلغل الإيمان في قلوبهم، وارتقت نفوسهم إلى أعلى عليين من أجل نصرة الدين، فلم يبق لهم همة ولا هدف ولا غاية في الحياة إلا لخدمة الإسلام ونشره بين الناس، إنهم رجال آثروا مرضات الله عز وجل بدعوة الناس للإسلام على متاع الحياة الدنيا، فودعوا الراحة والدعة والسكون وهجروا الفراش والسلامة وتركوا الديار والأهل والأحباب، وصارت ظهور الخيل مساكنهم، وآلات الجهاد عيالهم، وإخوان الجهاد رفقاءهم، فلا عجب إذا أن تنتهي حياتهم في أخر بقاع الدنيا، فهذا يموت في بلاد الصين وهذا في أدغال أفريقيا وذاك في أحراش الهند، وكلهم راض بهذه الحياة وهذه النهاية، طالما توجت حياته بأسمى ما يريد : الشهادة في سبيل الله، وهذه قصة واحد من أئمة هؤلاء الأبطال .
عقبة بن نافع *
هو عقبة بن نافع بن عبد القيس الفهرى، ولد قبل الهجرة بسنة، وكان أبوه قد أسلم قديماً، امـه من قبيلة عنـزه بن ربيعه العدنانيه لذلك فقد ولد عقبة ونشأ في بيئة إسلامية خالصة، وهو صحابي بالمولد، لأنه ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وهو يمت بصلة قرابة للصحابي الجليل 'عمرو بن العاص' من ناحية الأم، وقيل أنهما ابني خالة .
ولقد برز اسم 'عقبة بن نافع' مبكراً على ساحة أحداث حركة الفتح الإسلامي التي بدأت تتسع بقوة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث اشترك هو وأبوه 'نافع' في الجيش الذي توجه لفتح مصر بقيادة 'عمرو بن العاص' رضي الله عنه، ولقد توسم فيه 'عمرو' أنه سيكون له شأن كبير ودور في حركة الفتح الإسلامي على الجبهة الغربية، لذلك أسند إليه مهمة صعبة وهى قيادة دورية استطلاعية لدراسة إمكانية فتح الشمال الأفريقي، ومعلوم عند العسكريين أن سلاح الاستطلاع هو أخطر وأهم سلاح في أي جيش، لأنه هو الذي يحدد طريقة الهجوم بين الشجاعة والقوة والذكاء الشديد وحسن التصرف في المواقف الصعبة، وكلها خصال توفرت في 'عقبة' وأدركها 'عمرو' فيه، لذلك عندما عاد 'عمرو' إلى مصر بعد فتح تونس، جعل 'عقبة بن نافع' والياً عليها على الرغم من وجود العديد من القادة الأكفاء والصحابة الكبار، مما يدل على نجابة هذا البطل الشاب .
أرسل 'عمرو بن العاص' والى مصر البطل الشاب 'عقبة بن نافع' إلى بلاد النوبة لفتحها، فلاقى هناك مقاومة شرسة من النوبيين، ولكنه مهد السبيل أمام من جاء بعده لفتح البلاد، ثم أسند إليه 'عمرو' مهمة في غاية الخطورة، وهي تأمين الحدود الغربية والجنوبية لمصر ضد هجمات الروم وحلفائهم البربر، فقاد 'عقبة' كتيبة قتالية على أعلى مستوى قتالي للتصدي لأي هجوم مباغت على المسلمين وتعاقبت عدة ولاة على مصر بعد 'عمرو بن العاص' منهم عبد الله بن أبى السرح ومحمد بن أبى بكر ومعاوية بن حديج وغيرهم، كلهم أقر 'عقبة بن نافع' في منصبه كقائد لحامية 'برقة' .
عقبة قائد الفتح الشمالى
ظل 'عقبة' في منصبه الخطير كقائد للحامية الإسلامية 'ببرقة' خلال عهدي عثمان بن عفان وعلى بن أبى طالب رضي الله عنهما، ونأى بنفسه عن أحداث الفتنة التي وقعت بين المسلمين، وجعل شغله الشاغل الجهاد في سبيل الله ونشر الإسلام بين قبائل البربر ورد عادية الروم، فلما استقرت الأمور وأصبح معاوية رضي الله عنه خليفة للمسلمين، أصبح 'معاوية بن حديج' والياً على مصر، وكان أول قرار أخذه هو إرسال عقبة بن نافع إلى الشمال الأفريقي لبداية حملة جهادية قوية وجديدة لمواصلة الفتح الإسلامي الذي توقفت حركته أثناء الفتنة وذلك سنة 49 هجرية .
كانت هناك عدة بلاد قد خلعت طاعة المسلمين بعد اشتعال الفتنة بين المسلمين، منها 'ودان' و'أفريقية' و'جرمة' و'قصور خاوار'، فانطلق الأسد العنيف عقبة ورجاله الأشداء على هذه القرى الغادر أهلها وأدبهم أشد تأديب، فقطع أذن ملك 'ودان' وأصبع ملك 'قصور كوار' حتى لا تسول لهم أنفسهم محاربة المسلمين مرة أخرى (مع العلم أن هذا الأمر لا يجوز شرعاً لأنه مثّله ولكن عقبة اجتهد في تأديبهم بما يردعهم عن المعاودة للخلاف).
بعد أن طهر عقبة المنطقة الممتدة من حدود مصر الغربية إلى بلاد أفريقية 'تونس' من الأعداء والمخالفين، أقدم عقبة على التغلغل في الصحراء بقوات قليلة وخفيفة لشن حرب عصابات خاطفة في أرض الصحراء الواسعة ضد القوات الرومية النظامية الكبيرة التي لا تستطيع مجاراة المسلمين في حرب الصاعقة الصحراوية، واستطاع عقبة وجنوده أن يطهروا منطقة الشمال الأفريقي من الحاميات الرومية المختلفة ومن جيوب المقاومة البربرية المتناثرة .
تأسيس مدينة القيروان
لم يكن عقبة بن نافع قائداً عسكرياً محضاً فقط، بل كان صاحب عقلية مبدعة وفكر استراتيجي فذ وهو يصح أن يطلق عليه خبير بشئون المغرب والشمال الأفريقي، ومن خلال حملاته الجهادية المستمرة على الشمال الأفريقي، أدرك أهمية بناء مدينة إسلامية في هذه البقاع وذلك لعدة أسباب من أهمها :-
1. تثبيت أقدام المسلمين والدعوة الإسلامية هناك وذلك أن عقبة قد لاحظ أمراً هاماً أن أهل الشمال الأفريقي إذا جاءهم المسلمون يظهرون الإسلام وإذا انصرفوا عنهم رجعوا مرة أخرى إلى الكفر، فكان بناء مدينة إسلامية خير علاج لهذه الظاهرة الناجمة عن غياب قاعدة إسلامية ثابتة للإسلام لنشر الهدى والنور وسط ظلمات البربر.
2. ضرورة تكوين قاعدة حربية ثابتة في مواجهة التهديدات الرومية المتوقعة بعد فتح الشمال الأفريقي .
3. أن تكون هذه المدينة دار عزة ومنعة للمسلمين الفاتحين، ذلك لأنهم تفرقوا في البلاد كحاميات على المدن المفتوحة، وهذا التفرق قد يورث الضعف والوهن مع مرور الوقت خاصة لو دهم عدو كبير العدد هذه البلاد.
لهذه الأسباب وغيرها قرر 'عقبة بن نافع' بناء مدينة القيروان في القرن الشمالي لإفريقية في مكان تتوافر فيه شروط الأمن الدعوي والحركي للمسلمين بحيث تكون دار عزة ومنعة وقاعدة حربية أمامية في القتال، ومنارة دعوية علمية لنشر الإسلام، وانطبقت كل الشروط المطلوب توافرها في منطقة أحراش مليئة بالوحوش والحيات، فقال له رجاله: "إنك أمرتنا بالبناء في شعاب وغياض لا ترام، ونحن نخاف من السباع والحيّات وغير ذلك من دواب الأرض"، وكان في عسكره خمسة عشر رجلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فجمعهم وقال "إني داع فأمّنوا"، وبالفعل دعا الله عز وجل طويلاً والصحابة والناس يأمّنون، ثم قال عقبة مخاطباً سكان الوادي: "أيتها الحيّات والسباع، نحن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فارتحلوا عنا فإنا نازلون، ومن وجدناه بعد ذلك قتلناه".
فحدثت بعدها كرامة هائلة حيث خرجت السباع من الأحراش تحمل أشبالها والذئب يحمل جروه، والحيّات تحمل أولادها، في مشهد لا يرى مثله في التاريخ، فنادى عقبة في الناس: "كفوا عنهم حتى يرتحلوا عنا" وهكذا يصل الإيمان والثقة بالله عز وجل لهذا المستوى الفائق من اليقين بنصرة الله عز وجل وتأييده ومدده، فهذا هو البطل المجاهد يصل به الإيمان والكرامة لئن يتكلم مع الحيوانات البهائم التي لا تعقل ولا تفهم، فيطيعونه ويسمعون أوامره، وهكذا يصبح الكون كله ومن فيه مسخراً لخدمة المجاهدين وغايتهم السامية.
استمر بناء مدينة القيروان قرابة الخمس سنوات، حتى أصبحت القيروان درة المغرب، وشيّد 'عقبة' بها جامعاً كبيراً أصبح منارة العلم وقبلة طلاب العلم والشريعة من كل مكان، وملتقى للدعاة والعلماء والمجاهدين، وأصبح جامع القيروان أول جامعة إسلامية على مستوى العالم وذلك قبل الأزهر بعدة قرون.
المجاهد المخلص
بعدما انتهى عقبة بن نافع من بناء القيروان ومسجدها الجامع، جاءه الأمر الخليفي بالتنحّي عن ولاية إفريقية، وتولية رجل من جنود عقبة اسمه 'أبو المهاجر دينار'، وهو رجل مشهور بالكفاءة وحسن القيادة.
فما كان رد فعل القائد المظفر الذي فتح معظم الشمال الأفريقي وحقق بطولات فائقة عندما جاءه خبر العزل ؟ هل تمرّد ؟ هل امتنع أو حتى تذمر ؟
كلا والله.. إنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فلا المناصب تبهرهم ولا الدنيا تفتنهم ولا الأحقاد تعرف إلى قلوبهم طريقاً، إنهم خالصين مخلصين لا يريدون إلا وجه الله عز وجل، امتثل عقبة فوراً للأمر وانتظم في سلك الجندية.
استطاع أبو المهاجر القائد الجديد أن يحقق عدة مكاسب إستراتيجية في الشمال الأفريقي على حساب التواجد الرومي بهذه المناطق، واستطاع أيضاً، يستميل زعيم قبائل البربر 'كسيلة بن لمزم' وكان كسيلة شديد التأثير على قومه، قوى الشخصية،محبوباً في قومه، مطاعاً منهم، وكان نصرانياً متمسكاً بدينه وكان نجاح أبى المهاجر في إقناعه بالإسلام مكسباً كبيراً للإسلام والمسلمين، ولكن القائد المحنك عقبة صاحب النظرة الثاقبة الخبيرة بطبائع البربر، لم يطمئن لإسلام 'كسيلة' خاصة وأنه قد أسلم بعد وقوعه في أسر المسلمين وبعدما ذاق حر سيوفهم، وقد صدق هذا الحدس فيما بعد كما سنعلم .
عودة الأسد

لم يمض كثيراً من الوقت حتى عاد الأسد الضاري عقبة بن نافع إلى قيادة الجهاد ببلاد المغرب وانتقل أبو المهاجر في صفوف الجنود مجاهداً مخلصاً، وهكذا نرى خير الأمة ينتقل الواحد منهم من الرئاسة إلى عامة الجند بمنتهى اليسر والسهولة، بلا مشاكل أو اعتراض، وبلا أحقاد وأضغان، وذلك لأن الكل يبتغى مرضات الله ولا يريد شيئاً من عرض الدنيا الزائل .
قرر عقبة بن نافع استئناف مسيرة الفتح الإسلامي من حيث انتهى أبو المهاجر، وكانت مدينة 'طنجة' هي أخر محطات الفتح أيام أبي المهاجر، وهنا أشار أبو المهاجر على عقبة ألا يدخل مدينة طنجة لأن 'كسيلة' زعيم البربر قد أسلم، ولكن عقبة كان يشك في نوايا وصحة إسلام كسيلة، فقرر الانطلاق لمواصلة الجهاد مروراً بطنجة وما حولها، خاصة وأن للروم حاميات كثيرة في المغرب الأوسط .
الإعصار المدمر
انطلق عقبة وجنوده من مدينة القيروان، لا يقف لهم أحد ولا يدافعهم أي جيش، فالجميع يفرون من أمامهم، وكلما اجتمع العدو في مكان، انقض عقبة ورجاله عليهم كالصاعقة المحرقة ففتح مدينة 'باغاية'، ثم نزل على مدينة 'تلمسان'، وهي من أكبر المدن في المغرب الأوسط، وبها جيش ضخم من الروم وكفار البربر، وهناك دارت معركة شديدة استبسل فيها الروم والبربر في القتال وكان يوماً عصيباً على المسلمين، حتى أنزل الله عز وجل نصره على المؤمنين، واضطر الأعداء للتراجع حتى منطقة 'الزاب'.
سأل عقبة عن أعظم مدينة في الزاب فقيل له 'أربة'، وهي دار ملكهم وكان حولها ثلاثمائة وستون قرية عامرة، ففتحها عقبة، والروم يفرون من أمامه كالفئران المذعورة، ورحل عقبة بعدها إلى مدينة 'ثاهرت' فأرسلت الحامية الرومية استغاثة لقبائل البربر الوثنية فانضموا إليهم فقام عقبة في جيشه خطيباً بارعاً بعبارات فائقة تلخص رسالة المجاهد في سبيل الله فقال: "أيها الناس إن أشرفكم وخياركم الذين رضي الله تعالى عنهم وأنزل فيهم كتابه، بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان على قتال من كفر بالله إلى يوم القيامة، وهم أشرفكم والسابقون منكم إلى البيعة، باعوا أنفسهم من رب العالمين بجنته بيعة رابحة، وأنتم اليوم في دار غربة وإنما بايعتم رب العالمين، وقد نظر إليكم في مكانكم هذا، ولم تبلغوا هذه البلاد إلا طلباً لرضاه وإعزازاً لدينه، فأبشروا فكلما كثر العدو كان أخزى لهم وأذل إن شاء الله تعالى، وربكم لا يسلمكم فالقوهم بقلوب صادقة، فإن الله عز وجل قد جعل بأسه على القوم المجرمين". وبهذه الكلمات الموجزة استثار عقبة حمية رجاله، وأعطى درساً بليغاً للأجيال من بعده عن حقيقة دعوة المجاهد .
التقى المسلمون بأعدائهم وقاتلوهم قتالاً شديداً، وكانت نتيجته معروفة بعدما وصلت معنويات المسلمين لقمم الجبال، وانتصر المسلمون كما هي عادتهم، وسار عقبة حتى نزل على 'طنجة' فلقيه أحد قادة الروم واسمه 'جوليان' فخضع لعقبة ودخل له الجزية، فسأله عقبة عن مسألة فتح الأندلس فقال له 'جوليان' أتترك كفار البربر خلفك وترمى بنفسك في بحبوحة الهلاك مع الفرنج ؟ فقال عقبة وأين كفار البربر ؟ فقال في بلاد السوس وهم أهل نجدة وبأس فقال عقبة وما دينهم ؟ قال ليس لهم دين فهم على المجوسية .
استشهاد البطل
حقق عقبة غايته من حركة الفتح الإسلامي بالشمال الإفريقي، فلقد أخضع قبائل البربر وأوقع بها بأساً شديداً، حتى وصل إلى أقصى بلاد المغرب واقتحم المحيط بفرسه، وبعدها قرر عقبة العودة إلى القيروان، فلما وصل إلى طنجة أذن لمن معه من الصحابة أن يتفرقوا ويقدموا القيروان أفواجاً ثقة منه بما نال من عدوه، ومال عقبة مع ثلاثمائة من أصحابه إلى مدينة 'تهوذة'، فلما رآه الروم في قلة من أصحابه طمعوا فيه، وأغلقوا باب الصحن وشتموه وهو يدعوهم إلى الإسلام وعندها أظهر 'كسيلة' مكنون صدره الذي كان منطوياً على الكفر والغدر والحسد، واستغل قلة جند عقبة واتفق مع الروم على الغدر بعقبة وأرسل إلى إخوانه البربر الوثنيين وجمع جموعاً كثيرة للهجوم على عقبة ومن معه.
ففك عقبة وثاقة وقال له: "الحق بالقيروان وقم بأمر المسلمين وأنا أغتنم الشهادة"، فقال أبو المهاجر: "وأنا أيضا أريد الشهادة". وكسر عقبة والمسلمين أجفان سيوفهم واقتتلوا مع البربر حتى استشهد عقبة وكل من معه في أرض الزاب بتهوذة وذلك سنة 63 هجرية .
كان عقبة بن نافع رضي الله عنه مثالاً في العبادة والأخلاق والورع والشجاعة والحزم والعقلية العسكرية الإستراتيجية الفذة، والقدرة الفائقة على القيادة بورع وإيمان وتقوى وتوكل تام على الله عز وجل فأحبه رجاله وأحبه أمراء المؤمنين، وكان مستجاب الدعوة، ميمون النقيبة، مظفر الراية، فلم يهزم في معركة قط، طبق في حروبه أحدث الأساليب العسكرية والجديدة في تكتيكات القتال مثل مبدأ المباغتة وتحشيد القوات وإقامة الحاميات وتأمين خطوط المواصلات واستخدام سلاح الاستطلاع.
ونستطيع أن نقول بمنتهى الحيادية أن البطل عقبة بن نافع قد حقق أعمالاً عسكرية باهرة بلغت حد الروعة والكمال وأنجز في وقت قليل ما لا يصدقه عقل عند دراسته من الناحية العسكرية البحتة، وترك باستشهاده أثراً كبيراً في نفوس البربر وأصبح من يومها يلقّب بـ "سيدي عقبة".
تم الاسترجاع من "

الثلاثاء، 28 أبريل 2009

اسماء ابناء الحيوانات

الفرس: مهر
*الحمار: جحش
*البقرة: عجل
*الماعز: جدي
*سخل · والأنثى عناق
*الناقة : حوار · قعود
*الشاة : حمل · والأنثى رخل
*ظبي غزال : خشن · طلا · شادن
*الأرنب : الخرنق
*الثعلب : التتفل · هجرس
*الخنزير : الخنوص
*القرد: الغشة
*الضبع : الفرغل · جرو
*الأسد : الشبل
*الفأر : الدرص
*الضب : الحسل
*الذئب : السمع · الجرو
*النعام : الرأل
*الحبارى: النهار
*الكلب : جرو
*الطيور: فراخ
*القمل : صيبان
*النسر : هيثم
*الدب : ديسم
*الفيل : دغفل

عباس العقاد




عباس محمود العقاد (1889-1964) هو أديب ومفكر وصحفي وشاعر مصري
نشأته:
ولد العقاد في أسوان في 29 شوال 1306 هـ - 28 يونيو 1889، وتخرج من المدرسة الإبتدائية سنة 1903.
أسس بالتعاون مع
إبراهيم المازني وعبد الرحمن شكري "مدرسة الديوان"، وكانت هذه المدرسة من أنصار التجديد في الشعر والخروج به عن القالب التقليدي العتيق. عمل العقاد بمصنع للحرير في مدينة دمياط، وعمل بالسكك الحديدية لأنه لم ينل من التعليم حظا وافرا حيث حصل على الشهادة الإبتدائية فقط، لكنه في الوقت نفسه كان مولعا بالقراءة في مختلف المجالات، وقد أنفق معظم نقوده على شراء الكتب، والتحق بعمل كتابي بمحافظة قنا، ثم نقل إلى محافظة الشرقية مل العقاد العمل الروتيني، فعمل بمصلحة البرق، ولكنه لم يعمر فيها كسابقتها، فاتجه إلى العمل بالصحافة مستعينا بثقافته وسعة إطلاعه، فاشترك مع محمد فريد وجدي في إصدار صحيفة الدستور، وكان إصدار هذه الصحيفة فرصة لكي يتعرف العقاد بسعد زغلول ويؤمن بمبادئه. وتوقفت الصحيفة بعد فترة، وهو ماجعل العقاد يبحث عن عمل يقتات منه، فاضطر إلى إعطاء بعض الدروس ليحصل على قوت يومه [1] لم يتوقف إنتاجه الأدبي أبدا، رغم ما مر به من ظروف قاسية؛ حيث كان يكتب المقالات ويرسلها إلى مجلة فصول، كما كان يترجم لها بعض الموضوعات. منحه الرئيس المصري جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية في الآداب غير أنه رفض تسلمها، كما رفض الدكتوراة الفخرية من جامعة القاهرة. اشتهر بمعاركه الفكرية مع الدكتور زكي مبارك والأديب الفذ مصطفى صادق الرافعي والدكتور العراقي مصطفى جواد والدكتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ)، وكان الأستاذ سيد قطب يقف في صف العقاد.




تقدير العقاد:
نص عريض وتُرجمت بعض كتبه إلى اللغات الأخرى، فتُرجم كتابه المعروف "الله" إلى الفارسية، ونُقلت عبقرية محمد وعبقرية الإمام علي، وأبو الشهداء إلى الفارسية، والأردية، والملاوية، كما تُرجمت بعض كتبه إلى الألمانية والفرنسية والروسية. وأطلقت كلية اللغة العربية بالأزهر اسمه على إحدى قاعات محاضراتها [2], وسمي بأسمه أحد أشهر شوارع القاهرة وهو شارع عباس العقاد الذي يقع في مدينة نصر


ومن اشعارة:
حى الاربعين .
هدية الكروان .
عابر سبيل .
يقظة الصباح .
وهج الظهيرة
أشباح الأصيل .
أشجان الليل .
أعاصير مغرب .
بعد الأعاصير .
عرائس و شياطين .

ومن مؤلفاتة:

تجاوزت مؤلفات العقاد مائة كتاب ، شملت جوانب مختلفة من الثقافة الإسلامية, والإجتماعية بالإضافة إلى مقالاته العديدة التي تبلغ الآلاف في الصحف والدوريات, ومن هذه الكتب




































وفاته:


توفي العقاد في 26 شوال 1383 هـ - 12 مارس 1964


قل و تقـــــــــــــــل





-لاتقل: ما فعلته أبداً ،..........................قل: ما فعلته قط أو لن أفعله أبداً؛لأن أبداً ظرف زمان لاستغراق المستقبل.

-لاتقل: أثر عليه،..................................وقل: أثر فيه أو به ؛لأن الفعل أثر لا يتعدى ب (على). -

لاتقل: بكى من شدة التأثير ،...........................وقل: بكى من شدة التأثر؛لأن التأثير مصدر الفعل أثّر لا تأثّر. -

لاتقل:كُسرت أحد أسنانه،...............وقل:كُسرت احدى أسنانه؛لأن السن مؤنثة. -

لاتقل:سها الشيء عن بالي ،..............وقل:سهوت عن الشيء؛لأن الإنسان هو الذي يسهو وليس الشيء. -

لاتقل:هذا تلميذ شاطر،................وقل:هذا تلميذ ذكي أو حاذق أو بارع،فليس من معاني الشاطر : الذكي أو الحاذق، والابن الشاطر:هو الذي عصى أباه وعاش في الخلاعة بعيداً عنه ثم عاد إليه تائباً.

-لاتقل:هذه مستشفى حديثة ،...............وقل:هذا مستشفى حديث؛لأن مستشفى مذكر.

-لاتقل:ضربه بالأرض ،.................وقل:ضرب به الأرض؛لأن الأرض ليست شيئاًيُحمل ويُضرب.

-لاتقل:انطلت عليه الحيلة،................وقل:جازت عليه الحيلة؛لأنه لم يرد في العربية الفعل(انطلى).

-لاتقل:سأزورك طالما أنت مريض،...........................وقل:سأزورك مادمت مريضاً؛لأن (طالما) تعني كثيراً ما . -لاتقل:السجادة عبارة عن صوف منسوج ،...................وقل:السجادة صوف منسوج؛لان العبارة هي الكلام الذي يبين ما في النفس من معاني. -

لاتقل:تعرّفت عليه،............................................. .وقل:تعرّفت إليه. -

لاتقل:عزمه على العشاء،........وقل:دعاه إلى العشاء؛فليس من معاني (عزم) الدعوة. -

لاتقل:هذا رجل معمر،..........................وقل:هذا رجل مُعَمَّر؛لأن المعمِّر هو الله ،والمعمَّر هو الإنسان. -

لاتقل:حديقة فيحاء أي بمعنى تفوح رائحتها من بعيد ،.....وقل:حديقة فواحة

لا تقل 'القوتان الاعظم' اذا كنت تشير الي الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفيتي قبل عام 1991م فقد انتقلنا بعد هذا العام من 'القطبية الثنائية' الي ' القطبية الواحدة' بزعامة امريكا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتفككه علي يدي جورباتشوف 'الزعيم الروسي الاسبق' ...... قل 'القوتان العظميان'

لا تقل: ولو صدقوا_ بالقاف_ اذ كيف يكذب المنجم ولو صدق ...... وقل كذب المنجمون ولو صدفوا – بالفاء

ولا تقل 'ترجمة' القران الكريم_ فالقرآن الكريم يستعصي علي الترجمة لأن الله انزله بلسان عربي مبين اما ترجمة معانيه فلا بأس بها. .... وقل 'ترجمة معاني' القران الكريم

لا تقل 'الراسل' لان الفعل 'ارسل' وليس 'رسل'......... وقل 'المرسل

'لاتقل 'قناعتي بهذا الرأي' ....... وقل 'اقتناعي بهذا الرأي'

الاثنين، 27 أبريل 2009

اخطاء شائعة فى اللغة العربية




الخطا أثَّر عليه- الصواب : أثَّر فيه ، أثَّر به- السبب : الفعل ( أثَّر ) يتعدى بـ ( في ) كما في قول عنترة :
أشكو من الهجر في سر وفي علنٍ ***شكوى توثِّر في صَلْدٍ من الحجر ويتعدى الفعل أيضاً بالباء ، فنقول : أثَّر به . أما قولنا أثَّر عليه) فلم يرد في لغة العرب . 2- الخطأ : ربيع الثاني ، جمادى الثاني- الصواب : ربيع الآخِر ، جماد الآخِر- السبب : الآخِر : هو ماكان بعده غيره ، ويستعمل ( الآخِر ) لما ليس له ثانٍ وثالث .. ولهذا لاتسمى العرب الشهر الرابع من السنة الهجرية بـ ( ربيع الثاني ) ، بل تسمه : ( ربيع الآخِر )؛ لأنه لايوجد له ثالث ولا رابع .. وكذلك جمادى الآخِرة ؛ لأنه ليس هناك جمادى ثالثة ولارابع .3- الخطأ : إرْباً إرْباً- الصواب : إرَباً إرَبا، السبب : الإرْب : العضو الكامل ، فقطعت الشيء إرْباً إرْباً أي : عضواً عضواً ؛ ولهذا لايجيز كثير من علماء اللغة أن يقال : قطعت الشيء إرْباً إرْباً إلا إذا كان له أعضاء كالإنسان أو الحيوان ، أما الحبل والكتاب وأمثالهما مما ليس له أعضاء فلايجيزون فيه ذلك اللفظ .4- الخطأ : أرجوا - الصواب : أرجو،- السبب : الفعل ( أرجو ) فعل ناقص ( آخره حرف علة هو الواو ) ، وهذه الواو من أصل الفعل ؛ لذا لايزاد بعده ألف ؛ لأن الألف لاتزاد إلا بعد واو الجماعة ؛ مثل : سمعوا . أما ( أرجو ) و ( نرجو) ، فلا تزاد بعد واوها الألف لأن واوها ليست واو جماعة . أما إذا أسندت هذه الأفعال إلى واو الجماعة فتزاد الألف بعد واوها عندئذٍ كما في : ( المسلمون لن يرجوا النصر من غير الله ) .5- الخطأ : قُفِل الدوام - الصواب : أُقفِل الدوام- السبب : يكتب كثير من مديري المدارس والدوائر الحكومية .. جملة: قُفِل الدوام الساعة ... والصواب أن يكتبوا : أُقفِل الدوام الساعة .. ؛ لأن أصل الجملة : أَقْفَل المدير الدوام .. ، وعند بنائها للمجهول صارت : أُقفِل الدوام ؛ لأن الفعل الماضي إذا بني للمجهول يُضَمُّ أوله ، ويكسر ماقبل آخِره إن لم يكن مكسوراً ؛ ولأن الفعل أقفل بمعنى : أغلق ، وليس : قَفَل الذي هو بمعنى : رجع . 6- الخطأ : أمهات الكتب- الصواب : أمات الكتب- السبب : تذكر كثير من المعاجم اللغوية : أن الأمهات فيمن يعقل ، والأمات فيما لايعقل ، وبما أن الكتب غير عاقلة ، فجمعها يكون : أمات ، ولكن ابن جني وغيره أجازوا جمع الجميع على أمات أو أمهات ( للعاقل وغير العاقل ) .7- الخطأ : إنشاء الله - الصواب : إن شاء الله - السبب : تكتب جملة ( إن شاء الله ) منفصلة ، وقد شاعت كتابتها متصلة ،وهذا خطأ ظاهر ؛ لأن ( إن ) هنا شرطية ، وليست من بنية الكلمة . ولكن نقول : سيتم إنشاء مدرسة جديدة في حي .. – إن شاء الله - .8- الخطأ : تمعَّن في الأمر- الصواب : أمعن النظر ، أو أنعم النظر- السبب : لأن تمعَّن معناها : تصاغر ، وتذلل انقياداً ، وهي لاتفيد التدقيق والتمحيص المراد من اللفظ .9- الخطأ : بتَّ في الأمر- الصواب : بتَّ الأمر- السبب : الفعل ( بَتَّ ) يتعدى بنفسه ؛ لذا علينا أن نقول : بتَّ فلان الأمر ، ولانقول : بتَّ فلان في الأمر ، إذا نواه وجزم به . 10- الخطأ : البِعثة (بكسر الباء)- الصواب : البَعثة ( بفتح الباء )- السبب : الهيئة التي ترسل في عمل مؤقت هي : ( البَعثة ) ، كما في المعجم الوسيط ، ولكن الكثير ينطقونها ( البِعثة ) بالكسر ، وهو خطأ شائع . 11- الخطأ : البَوتقة - الصواب : البُوتقة- السبب : هي الوعاء الذي تذاب فيه المعادن ، ونطقها بضم الباء ، ورأى ابن الجوزي أنها بهذا اللفظ عامية،وصوابها: البوطة.12- الخطأ : لتجرُبة (بضم الراء )- الصواب : التجرِبة ( بكسر الراء ) - السبب : التجربة ، سواء أكانت في العلم أم مايعمل لتلافي الخطأ أو النقص في شيء وإصلاحه ، كتجربة المسرحية وغيرها ، كل ذلك لايكون إلا بكسر الراء ، وتجمع على ( تجارِب ) بكسر الراء أيضاً ، أما من يضم الراء ، فيقول ( تجرُبة وتجارُب ) فليس من أصول العربية في شيء .13- الخطأ : تخرَّج من كلية ..- الصواب : تخرَّج في كلية ..- السبب : تقول : تخرَّج في كلية اللغة العربية ؛ لأن تخرج في العلم بمعنى تعلمه وتدرب عليه ، وأنهى مواده ومنهجه ، وتخرج في الكلية بمعنى تعلم فيها وتدرب ودرس مناهجها ، ولايفيد ذلك قولنا : تخرج من الكلية .14- الخطا : التُّرقوة- الصواب : التَّرقوة- السبب : يطلق بعض الأطباء وبعض المعلمين على العظمة المشرفة بين ثغرة النحر والعاتق في أعلى الصدر ( التُّرقوة ) بضم التاء ، وهو خطأ ، وصوابه ( التَّرقوة ) بفتح التاء ، وجمعها : تراقٍ ، وترايق ، وترائق . 15- الخطأ : تعوَّد على العمل- الصواب : تعوَّد العمل- السبب : الفعل ( تعوَّد ) يتعدى دون ( على ) ، كأن تقول : تعوَّدت العمل مبكراً ، ولكن كثيرين يعدونه بعلى ، فيقولون : تعود فلان على العمل ، وهذا غير صحيح ، ومنه قول أبي تمام :
تعوَّد بســـــط الكف حتى لو أنه *** ثناهـــــــا لقبضِ لم تُطِعه أناملـــــه16- الخطأ : توءمان- الصواب : توءم- السبب : التوءم : هو واحد التوائم ؛ لذا فالصواب أن نقول : ولدت المرأة توءمين ، وهما توءمان ولدا في بطن واحد . أما قولك : ولدت المرأة توءماً فخطأ ( إذا كنت تقصد مولودين في بطن واحد ) . أما كتابة كلمة ( توءم ) فيظن كثيرون أنها تكتب هكذا (توأم ) على اعتبار أن الهمزة مفتوحة بعد ساكن فتكتب على ألف ، ولكن الصواب أنه يشترط في الساكن الذي يسبق الهمزة المفتوحة أن يكون صحيحاً حتى تكتب على ألف ، وهكذا فإن ( توءم ) تكتب الهمزة فيها مفردة ؛ لأنها وقعت مفتوحة بعد ساكن غير صحيح . 17- الخطأ : عليكم التواجد الساعة ..- الصواب : عليكم أن تكونوا موجودين الساعة ..- السبب : الفعل ( تَواجَد ) يعنى : تكلَّف الوَجد أو المحبة أو الفرح ، ويستعمله كثيرون للدلالة على الوجود ؛ فيقولون : على الجميع التواجد هنا الساعة ... وهذا خطأ ، والصواب أن نقول : على الجميع أن يكونوا موجودين هنا الساعة .. وكذا كلمة ( المتواجدين ) كثيرة الشيوع ، فعلينا أن نستعمل بدلها : الموجودين .

ثنائيات فى اللغــــــــــــة


1- الأبيضان : الشحم والشباب ، أو اللبن والماء ، أو السيف والسنان

2- الأثرمان : الدهر والموت .

3- الأجوفان : البطن والفرج

4- الأحمدان : الأمن والسلامة

5- الأحمران : اللحم والخمر ، أو الزعفران والذهب .

6- الأخبثان : السهر والضجر ، أو الأرق والقلق ، أو البول والغائط

7- الأخضران : العشب والشجر

8- الأذلان : الحمار والوتد الذي تشد به الخيام وبيوت الشعر

9- الأزهران ، الدائبان ، القمران ، النيران : الشمس والقمر

10- الأسمران : الماء والقمح ، أو الماء والرمح

11- الأسودان : التمر والماء ، أو الحية والعقرب

12- الأصرمان : الذئب والغراب

13- الأصغران : القلب واللسان

14- الأصفران : الذهب والزعفران

15- الأصمعان : القلب الذكي والرأي العازم .

16- الأطيبان : الطعام والشراب .

17- الأعذبان : الريق والخمر

18- الأعميان : الليل والسحاب ، أو السيل والحريق

19- الأغزران : البحر والمطر

20- المران : الفقر والهرم ، أو الجوع والعري ، أو الفقر والعري .

21- الأيهمان : السيل والحريق .

22- البحران : بحر العرب وبحر الروم (البحر الأبيض المتوسط) .

23- البُردان : الغنى والعافية .

24- البليتان : المرض والفقر

25- الثقلان : الأنس والجان (في القرآن الكريم)

26- الثقلان : الكتاب والعترة (في الحديث)

27- الثاويان : البدو والحضر .

28- الجديدان ، الأجدران ، الأهرمان ، الأصرمان ، الردفان ، الحرسان ،

29- الجيشان : القوة والشباب

30- الحجران ، الحبيبان ، النقدان : الذهب والفضة .

31- الحرمان ، المكتان : مكة والمدينة .

32- الخافقان : الشرق والغرب .

33- الخائنان : الجوع والعري .

34- الداران : الدنيا والآخرة

35- السعدان : كوكب المشتري والزهرة

36- الدمان : الكبد والطحال

37- الرافدان ، الفراتان : دجله والفرات .

38- الزهراوان : البقرة وأل عمران .

39- الشيخان ، العمران : أبو بكر وعمر .

40- الصحيحان : صحيح البخاري ومسلم .

41- الضرّتان : حجرا الرحى .

42- الطرفان : اللسان والفرج
43- العشاءان : المغرب والعشاء